يحوي هذا الكتاب مناقشة لبعض المسائل اللغوية المتعلقة باعتراض الشرط على الشرط؛ وهي مسألة لم تنل ما نالته غيرها من مسائل النحو المختلفة من حيث استقصاء الشواهد وغير ذلك مما يدور في فلكها، ويُعَدُّ ابن هشام رائدا في جمع مسائلها وشواهدها وما يدور في فلكها، كما يُعَدُّ هذا المُصَنَّف سراجا منيرا لكل راغب ومريد، ويكاد حديث ابن هشام في هذا المُصَنَّف يدور في فلك إزالة ما علق بهذه المسألة من غبار الغموض والإهمال، وتأييد هذا المذهب ورد ذاك بأدلة بينة؛ ويتراءى ذلك في رده مذهب ابن مالك في أن الجواب المذكور للأول، وأن الشرط الثاني لا جواب له، والقول نفسه في رده مذهب من أجاز أن يكون الجواب للشرط الثاني على أنه وجوابَهُ جوابُ الشرط الأول، وتطالعنا في هذا المُصَنَّف نُقُولٌ عن بعض النحاة القدامى؛ كابن كيسان، وأبي جعفر النحاس، وابن مالك، وأبي علي الفارسي في المسائل القصرية، والأخفش، وابن الدهان، أما شواهد ابن هشام فجاءت من القرآن الكريم، والشعر العربي.