قُسم هذا الكتاب إلى أربعة أقسام، يثير القسم الأول قضية العلاقة بين توجيهات المجتمع وتوظيفه للنظام التعليمي باعتباره مكونًا هامًا من مكونات المنظومة المجتمعية في كليتها، وجوهر الهم الفكري والتنفيذي هو إشكالية توظيف ذلك النظام بين استخدام القوى المهيمنة في المجتمع له كقناة من قنوات المحافظة أو التجديد، وفي القسم الثاني تتعرض الدراسات لعائد العلمية التعليمية ومؤسساتها في ضوء ما ينشد منها من نتائج اقتصادية واجتماعية للفرد وللمجتمع، وفي محاولة لاعتبار الإنفاق عليها متكافئًا مع ما يتحقق فعلا من مردود ونتائج على الآماد القريبة والبعيدة، ومن ثم تتساءل عن مواطن الرشد والكفاية في العملية التعليمية إلى جانب مواطن الخلل والتشوه والقصور، بينما القسم الثالث يتصدى بالتفصيل لدور العلم وموقعه من عمليات تغيير الواقع المجتمعي وتطويره، وبخاصة إزاء الحاجة الملحة لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، وتؤكد الدراسة على دور العلم وسيلة وهدفًا لإحداث أي تغير حقيقي مثمر، في النظام التعليمي ذاته فضلا عما يتحقق بفضله في شبكة بقية المنظومات المجتمعية الأخرى، اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية، ويعالج القسم الرابع أخطر الهموم الثقافية في المجتمعات العربية، من حيث تجاهل الموارد الثقافية وما تحتضنه من قيم وتوجهات وحوافز ومعان كجزء لا يتجزأ من موارد التنمية الشاملة، ومن حيث إن مضامين الثقافة هي القوة المحركة إيجابا وسلبا والدافعة أو المعطلة لفاعلية الموارد الإنمائية الأخرى أرضًا وثروة.