كثيرا ما أضل المرء العالم... عندما خاضت الجيوش الملكية في نهاية القرن الثامن عشر حربا ضد جنود الثورة الفرنسية كأيتام عرش فرنسا وعندما استقر الحكم الخماسي قضى على المتمردين في نابولي أو في تروكاديرو، وعندما أراد المنتصرون في فرساي سحق ألمانيا، وعندما سعت الديمقراطيات للتغلب على حركات التحرر من الاستعمار عن طريق الكفاح المنفرد، وعندما أرادت الولايات المتحدة محاربة أسامة بن لادن متخيلة إياه في صورة بريجنيف... عندما سعى الغرب، حتى اليوم، لهزيمة التهديدات بواسطة التدخل السريع... بعد كل شيء، إنه لأمر إنساني الترحيب بما هو جديد في مسعى لإعادة تدوير وصْفات الماضي، وبالانتقال من المعروف إلى المجهول، وبعنونة الأحداث مستخدمين تسميات مختزنة لدينا... ولكن هل من المعقول أن يصر المرء على الخطأ؟ وعدم الإقرار بالفشل في أفغانستان والعراق، وفي الواقع، في كل مكان في الجنوب؟ وتفضيل الوهم، أو حتى تحوير الكوارث إلى نجاحات؟ وهل يجدي اتهام الآخرين بعدم ولوج التاريخ في حين نمتنع عن ولوجه نحن أنفسنا عندما لا يعود رتابة، بل ابتكارا فعلياً؟ العلاقات الدولية الجديدة تنعتق اليوم من نظريات؟ لم تكن يوماً، تستحق التسمية في الحقيقة؟ لتتحول إلى تاريخ وعلم اجتماع، يعيدان الإنسان؟ وليس الأمير؟ إلى صلب ألغازهما، سواء أكان من أجل الأفضل أم الأسوأ... لكن في أي حال، من أجل أن يبدأ التاريخ حقاً، هذا مايود كتاب عندما يبدأ التاريخ قوله بإيجاز.