جاء كتاب "علم النفس في التراث العربي الإسلامي" كإسهام عبقري حيث جاء بدراسة "مستعرضة" تجنب فيها الدراسة "الطولية" للعلماء القدامى فكان هيكله الأساسي ميادين علم النفس المختلفة كالنمو النفسي ودراسة الجهاز العصبي والسيكوفيزياء والتعلم والذكاء والاضطرابات النفسية والعقلية وغيرها من البحوث النفسية والسيكوفسيولوجية وملأ هذا الهيكل بإسهامات علماء التراث، كما ركز في بعض فصوله على عامل واحد أو أكثر إذا كان إسهامهم في ذلك الميدان، ولعل هذا الأسلوب المبتكر الذي لم يسبق إليه هو الإسهام الأساسي، أما الإسهام الثاني لهذا الكتاب فهو انعكاس واضح لشخصية المؤلف وقدراته العقلية والابتكارية وسعة إطلاعه في ميادين علم النفس المختلفة بالإضافة إلى مصابراته في استخلاص فكر الأوائل وصياغته في قوالب علم النفس الحديث لذلك كان لهذا الكتاب تأثيرا كبيرا في تقديم مجموعة من الكشوف العلمية في التراث العربي الإسلامي.