لا تتم ظاهرة التعلم إلا بالمعرفة العلمية وتنظيمها واتباع طرق الحصول عليها ضمن المناهج العلمية؛ فقدرة الإنسان وإمكاناته تتوقف على كم المعرفة، ونوعها، وفاعليتها، وسلامة منهجيتها في العمل، والتقدم الحضاري عند الشعوب مرتبط بانتشار التعليم النوعي، وتعلم أسس البحث العلمي رأسيا وأفقيا داخل بنية المجتمع؛ كون الطالب لا يستطيع أن يؤدي مهنته أو رسالته نحو نفسه، أو مجتمعه، أو وطنه، أو نحو خالقه إلا بالعلم والتعلم المكتسب المبني على الإخلاص، وبذل الجهود الحثيثة لاكتساب العلم والتعلم الذاتي؛ لكي يرتقي في مسالك الإيمان، والتقوى، والحياة الاجتماعية؛ وهو لا يرتقي إلا بالعلم والتعلم الصحيح لطرق البحث العلمي المنهجي الذي يوصله إلى المعرفة والحقيقة؛ حيث يقاس تقدم الشعوب بدرجة وعيها وحضارتها وعلمها، وتتضح أهمية البحث العلمي بالاهتمام من قبل الباحثين؛ من خلال اكتشاف الحقائق الجادة، وتفسيرها، والنقد المنطقي الذي يساهم في تطوير المعارف الإنسانية، وتهذيب سلوك الإنسان، وترتبط أهمية البحث العلمي بمدى توفر الأمان للباحث؛ والذي يحفزه على الإبداع الذي يساهم في تقدم الأفراد والمجتمع، ويتطلب ذلك إمكانيات مادية وبشرية قادرة ومقتنعة بأهمية البحث العلمي، ومنهجية البحث، ومتطلعة إلى نتائجه؛ فلذلك لا بد وأن تكون هناك مؤشرات عامة للطالب في توجيهه لمنهجية البحث العلمي؛ لكي يكون قادرا على إنتاج بحث بالطرق العلمية المنطقية؛ وصولا إلى الحقائق أو النتائج الواضحة؛ وفي الكتاب الذي بين أيدينا الآن حديث عن طرق البحث العلمي من خلال عشرة فصول؛ جاءت عناوينها على النحو التالي: مفهوم البحث العلمي وعناصره، والخطوات الرئيسة التي ينبغي اتباعها في البحث ومراحل البحث، والوسائل التي تساعد على اختيار مشكلة البحث، وطرق ومناهج البحث وأنواعها، والبحوث التجريبية، وأدوات البحث، وأدوات ووسائل البحث غير المباشرة، والاستبيان، والعينات في البحث العلمي، وأخيرا مكانة الإحصاء في البحوث التربوية.