في هذا الكتاب سيكتشف القارئ كنزا من المعلومات القيمة حول الكثير من القضايا الخلافية تارة، والمخفية تارة أخرى؛ إذ يحوي الكتاب دراسة أكاديمية متعمقة للتطور التاريخي لليمن والسعودية -منذ جذور وبدايات تشكل الدولتين الحديثتين في كل منهما- والعوامل التاريخية، والاقتصادية، والأيديولوجية التي أدت إلى تباين ظروفهما؛ الأمر الذي انعكس لاحقا في تَعَقُّد، وتنوع العلاقات بين الدولتين، ولقد تداخل الفكر الديني المتمثل في تياري (الوهابية) و(الزيدية) في طبيعة العلاقة بين الدولتين، كما وتداخل الاقتصاد المتمثل في وجود النفط والثروات في السعودية مقابل وجود اليد العاملة اليمنية؛ وهجرتها للعمل في السعودية؛ إذ فرض نوعًا من التأثير السعودي على الحياة في اليمن؛ وانعكس هذا التأثير بالدور السعودي المهم في الحياة السياسية في اليمن من خلال دعم أطراف، وفرقاء سياسيين ضد خصومهم، وبقي اليمن يرزح تحت وطأة القبلية، بينما تمكنت السعودية من بناء دولة مركزية قوية؛ مما انعكس بقدرة السعودية على إنتاج سياسة خارجية فاعلة من جهة، وفَتَحَ الساحة اليمنية للتدخلات الخارجية من خلال بوابة النزاعات القبلية، والطائفية، والمحلية من جهة أخرى؛ والكتاب مقسم إلى خمسة فصول؛ جاءت عناوينها على النحو التالي: العلاقات اليمنية السعودية، والسعودية والتصعيد العسكري في اليمن وأحداث الحرب، والسعودية ومحاولات التوصل إلى حل الأزمة اليمنية، والسعودية والمتغيرات السياسية في اليمن، وأخيرا السعودية وحصار صنعاء ونتائج حركة أغسطس.