لعل الحديث عن البلاغة وتجديدها وطرائقها وفنونها لا ينتهي؛ وذلك لتجدد الناس ونموهم وتدرجهم، وتنامي معارفهم، واختلاف مشاربهم، في العقل والذوق والحياة والحضارة؛ وقد تبدّت تبعا لذلك كله وظيفتان للبلاغة العربية؛ الأولى جمالية، والثانية وظيفية، والوظيفية فيها الجمالي، والجمالي فيه الوظيفيّ، وهاتان الوظيفتان مناط التذوّق والفائدة والتأثير وتغيير السلوك، ولقد عني الكاتب في هذا الكتاب بدراسة بلاغتنا اليوم بشقيها الجمالي، والوظيفي في خمسة فصول؛ هي: الجمالية والوظيفية عند ابن المدبر وابن شيت القرشي، وفنون من الجمالية والوظيفية في أفكار الدارسين، ومن وجوه التطبيق بين الجمالية والوظيفية، والبلاغة التطبيقية والتحليل الأدبي دعامتا النقد الأدبي السليم، ومن إعلام البلاغة في العصر الحاضر.