منذ فجر الإسلام وللشعر دوره وأثره في نشر تعاليم الدين والدعوة إليه، والنفح عنه، وهناك شعراء حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منهم مَنْ عرفنا ومنهم من لم نعرف، فقد جرى اللسان العربي بالشعر، وتذوقه المتلقي، وليس كما يرى أدونيس حيلة كانت من المسلمين لنشر دعوتهم من خلال طريقة مألوفة لدى العرب وَقتئذ، وهناك شعراء أغرقوا الدنيا شعرًا وجمالًا في مناسبات شتى وهناك علماء تأثروا بالشعر، ومزجوا كلامهم بآيات إبداعه، فجاء أسلوبهم مزيجًا حلوًا من هذا الامتزاج، ومنهم من توقف عند بعض النصوص، وتصرف فيها تصرف الناقد البصير كالشيخ محمد الغزالي الذي كان إمامًا في الدعوة إلى الله على هدى وعلم وبصيرة، وعلى ضوء ذلك يقدم هذا الكتاب دراسة حول الوسطية في الدين والإبداع، ويقع الكتاب في خمسة فصول، ويناقش: (الشعر في موكب الدعوة، الأدب الإنساني أدب إسلامي، التبادل بين علماء الدين والمبدعين، حاجة الأمة إلى وسطية الدين والإبداع، والنثر دينًا وإبداعًا).