إن هناك إصرارا لدى المثقف في الغرب على قول الحقيقة والجهر بها والنضال المستميت من أجل إشاعتها في المجتمع، فهل يعود ذلك فقط إلى اتساع مجال الحريات ورسوخ الديمقراطية؟، أم إن الأمر مرتبط أيضا بوعي ذلك المثقف بخصوصية مكانه ومجاله وفكره ووظائفه التي عليه أن يؤديها تجاه مجتمعه، بل وتجاه الإنسانية كلها؟، أم إن لهذا المثقف أيضا هناته ونواقصه، خاصة حين يتخلى هو بدوره عن وظائفه الحقيقية في كشف عيوب السلطة ونقد تصرفاتها، حين تخرق تلك المبادئ والقيم الكونية، وتتعامل مع الأجنبي والآخر بازدواجية واضحة في تطبيق معايير هذه الديمقراطية ذاتها؟، وعلى ضوء ذلك يناقش هذا الكتاب دور النخب العربية والإسلامية في قضايا الديمقراطية، المثقف، والسلطة، ويقع الكتاب في فصلين: (النخب العربية والإسلامية وأسئلة الحرية والديمقراطية، والمثقف والسلطة: إدوارد سعيد ناظرا ومنظورا).