على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها العديد من الدول المتقدمة والنامية -خلال العقود الماضية- في مجال إصلاح وتجديد وتطوير نظمها التعليمية فإن هذه الجهود قد تعثرت ولم تحقق الأهداف المرجوة منها، ولعل هذا التعثر مبعثه قناعة بدأت تترسخ لدى هذه الدول، مفادها أن المدرسة لا تستطيع بمفردها أن تضطلع بالأدوار الموكولة إليها باعتبارها القوة المحركة للمجتمع والأداة الفعالة لتحقيق التنمية البشرية الشاملة والمستدامة، ولقد اكتشفت هذه الدول بأنه لا بد من أن تتعاضد وتتعاون جميع المؤسسات الاجتماعية والفعاليات الاقتصادية لدعم الجهود والبرامج والنشاطات التي تضطلع بها المدرسة، وذلك من خلال إيجاد شراكات حقيقية بين المدرسة من جهة والأسرة ومؤسسات المجتمع المدني والهيئات الإعلامية والثقافية والاقتصادية من جهة أخرى، وعلى ضوء ذلك يناقش هذا الكتاب التعاون والشراكة الحقيقية في المجتمع فيما يعرف بالمدرسة المجتمعية، وقد جاء الكتاب في خمسة فصول: (المقدمة، الشراكة بين المدرسة والبيت، مبادئ المدرسة المجتمعية، نماذج المدرسة المجتمعية في الوطن العربي، ونماذج مقترحة لتطبيق المدرسة المجتمعية).