لقد شهدت روسيا الاتحادية لاسيما بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانبلاج فجر القرن الواحد والعشرين- العديد من الأزمات التي استطاعت وبفعل توافر مجموعة من المحفزات المتمثلة في تقوية النظام السياسي الروسي ووضع دستور جديد وتبني التعددية الحزبية والعمل على إعادة تأهيل المؤسسة العسكرية بالشكل الذي يلائم القرن الحالي ومن ثم يعيد لها مكانتها في الداخل الروسي وتوفير قدرة فاعلة على الردع الخارجي واستنبات القناعة لدى الخصوم بأنهم إذا ما أقدموا على عمل غير مرغوب يهدد السلامة الإقليمية والاستقرار السياسي لروسيا الاتحادية فإن الرد سيكون حازما وخلال مدة زمنية محددة، وعلى ضوء ذلك جاء هذا الكتاب "الفكر الإستراتيجي الروسي في القرن الحادي والعشرين.. دراسة تحليلية في ضوء الوثائق الرسمية السورية" في أربعة أبواب متناولا: (الفكر الإستراتيجي الروسي في القرن الحادي والعشرين، إستراتيجية الأمن القومي لروسيا الاتحادية حتى عام 2020، العقيدة العسكرية لروسيا الاتحادية، ومفهوم السياسة الخارجية لروسيا).