إن الشعر الذي يتجاوز العقل بحجة الابتكار أو ادعاء التجديد أو أية مبررات أخرى ، وكذلك الشعر الذي يكون تافها هابطا في محتواه وفي صياغته هو مجرد كلام لا يستحق أن يسمى شعرا ولا يستحق أن نتوقف عنده كثيرا، لأن التوقف دليل اهتمام واحترام، على حد قول الكاتب، وعلى ضوء ذلك جاء هذا الكتاب ليبين قيمة العقل ذاته وأهمية الاعتراف به وبدوره في حياتنا العملية والفكرية وفي تحديد وبناء شخصيات أجيالنا وأن لا ننبهر بما نراه من سراب لامع ينشره حولنا أعداؤنا بقصد صرف أنظارنا عن ثقافتنا العريقة وتشكيكنا في قدرتنا على الابتكار وبناء صروح العلم والأدب والفن الراقي بجدارة كما كان أسلافنا وأكثر.