لقد أصبح اهتمام الدول بمنظومة الحوكمة أمرًا في غاية الأهمية؛ وذلك لما تحتويه هذه المنظومة من تكامل أدوار القطاعات الثلاث (الإدارة الحكومية، القطاع الخاص، المجتمع المدني)، من خلال المشاركة والتشارك لإعادة رسم الأدوار لكل منها ليتسنى تحقيق التنمية المجتمعية ذات الكفاية والفعالية والاستجابة للمواطنين وطموحاتهم في مختلف المجالات والميادين التي عجزت الدولة عن تحقيقها بمفردها.ولقد قام المؤلف بضبط تصور واضح بخصوص المفاهيم المطروحة في أدبيات الحوكمة البيئية العالمية والفواعل غير الدولاتية، حيث إنه قام بتحديد مفهوم واضح للحوكمة العالمية، وذلك من خلال التعرض إلى التعاريف والخصائص والمكونات التي تندرج تحت هذا المفهوم، ثم تعرض لتحديد مفهوم البيئة والحوكمة البيئية العالمية، ثم قام بضبط مفهوم الفواعل غير الدولاتية، ويساعد ذلك في وضع تنميط لأنواع ومظاهر وتكوينات هذه الفواعل.ولما كانت الإشكالية تتعلق أساسًا بالدور الذي تقوم به هذه الفواعل غير الدولاتية في إدارة الحوكمة البيئية العالمية، فقد قام بعرض أهم الأدوار والنشاطات والإسهامات، والطرق والآليات التي تقوم من خلالها هذه الفواعل بالمشاركة في إدارة الشئون البيئية العالمية، حيث قام بتبيين دور مؤسسات القطاع الخاص كأحد الفواعل غير الدولاتية، وتبيين دور مؤسسات المجتمع المدني العالي، وبعد ذلك تناول تشخيص أهم التحديات التي تواجه الفواعل غير الدولاتية في أدائها لدورها في هذا المجال.