بحثنا هذا يتحدث عن "ثقافتنا العربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة". هكذا حدده لى الإخوة الزملاء فى كلية "الإنسانيات والعلوم الاجتماعية" بجامعة قطر، الذين خططوا لهذه الندوة الفكرية العلمية، التى تدور بحوثها حول هذا الموضوع المهم: "الثقافة العربية: الواقع وآفاق المستقبل".ولا ريب أن قضية "الثقافة العربية" قضية بالغة الأهمية، ولا غرو أن عقدت حولها عدة ندوات، ومؤتمرات فى أكثر من بلد، تبحث فى جانب أو أكثر من جوانبها المتعددة.ويبدو أن الإخوة الزملاء أرادوا إرضائى أو إغرائى، فجعلوا عنوان بحثى على وجه الخصوص: الثقافة العربية الإسلامية . . إلخ. ولم يكتفوا بوصف العربية وحده، فهل يمكن أن تكون ثقافتنا عربية غير إسلامية؟هذا ما ينبغى أن نبحثه هنا: ماهية ثقافتنا: أهى عربية أم إسلامية؟ أم هما معًا؟ وما مكونات هذه الثقافة وخصائصها؟وما معنى هاتين الكلمتين اللتين اشتهرتا على الألسنة والأقلام، ورددهما الناس هنا وهناك، دون تحديد بين لمفهومهما: الأصالة والمعاصرة؟ وما المقصود بهما في نظرنا نحن المؤمنين برسالة الإسلام، وخلود دعوته، وبقاء أمته، واستمرار كتابه بلسانه العربي المبين محفوظًا، كما وعد الله: (وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا). (الكهف: 98).