يتعرض هذا الكتاب لواحد من أهم الموضوعات الجدلية، ألا وهو الصراع بين الشرق والغرب والترقب الغربي لكل ما هو إسلامي، هذا الصراع الذي يمتد عمره لأكثر من ثلاثة عشر قرنًا من الزمان، ومع ذلك مازال متأججًا، وإن اختلفت أسلحته وتباينت أساليبه، فهو أطول صراع ديني في التاريخ، وإن أخذ أشكالًا سياسية أواجتماعية أو اقتصادية في بعض الأحوال، ويهدف هذا الكتاب إلى إلقاء الضوء على صناعة الإسلاموفوبيا في المجتمع الدولي، وكشف الفاعلين الأساس وراءها، ولمصلحة من تعمل، ورصد تداعيات صناعة الإسلاموفوبيا على العلاقات الدولية في مجتمع ما بعد الحرب الباردة، وتتبع انتهاكات حقوق الأقليات الإسلامية في الدول الغربية، وكشف الحقائق وراء محاولة تشويه رسالة الإسلام، وربطه بالإرهاب والتعصب والممارسات غير الديمقراطية، أو القول بأن ممارساته تؤيد قمع حرية التعبير وتقويض حرية الإنسان، ووضع آليات للتصدي لصناعة الإسلاموفوبيا، وأخيرًا، سد الفراغ الثقافي، فيما يتعلق بقلة الأعمال الأدبية التي حاولت شرح وتحليل ظاهرة الإسلاموفوبيا والتصدي لها في عالمنا العربي، حيث ترددت أصوات كثر تطالب بضرورة التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا بالبحث والدراسة.