
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
المعروف بابن العماد الحنبلي، مؤرخ وفقيه عالم بالأدب، ولد في صالحية دمشق، وأقام في القاهرة مدة طويلة، ومات بمكة حاجاًولد ابن العماد في صالحية دمشق زمن الدولة العثمانية، وفي أيام عزّها وقوتها، ونشأ بها، وقرأ القرآن الكريم على بعض الشيوخ، وطلب العلم مشمّراً عن ساعد الجد والاجتهاد، فأخذ عن أعلام الأشياخ وأجلّهم الشيخ أيوب الخلْوَتي الصوفي. وتلقى الفقه قراءة وأخذاً عن ابن فقيه فُصَّة مفتي الحنابلة بالشام في عصره، وعن الشيخ شمس الدين بن بلبان. رحل إلى القاهرة وأقام بها مدة طويلة، فأخذ العلم عن الشيخ سلطان المزّاحيّ، والشيخ النور الشبْراملّسي والشيخ شمس الدّين البابليّ، والشيخ شهاب الدّين القليوبي، وغيرهم من الشيوخ. ثم عاد إلى دمشق ولزم الإفادة والتدريس، وانتفع به كثير من أبناء عصره، وفيهم العلاّمة محمد أمين بن فضل الله المحبي صاحب «خلاصة الأثر» والشيخ عثمان بن أحمد بن عثمان النجدي الحنبلي، والشيخ مصطفى الحموي والشيخ عبد القادر البصري.وقد قال ابن العماد الحنبلي في مقدمة كتابه : شذرات الذهبفهذه نبذة جمعتها تذكرة لي ولمن تذكر وعبرة لمن تأمل فيها وتبصر من أخبار من تقدم من الآماثل وغبر وصار لمن بعده مثلا سائرا وحديثاً يذكر جمعتها من أعيان الكتب وكتب الأعيان ممن كان له القدم الراسخ في هذا الشان إذ جمع كتبهم في ذلك إما عسر أو محال لا سيما من كان مثلي فاقد الجدة بائس الحال فتسليت عن ذلك بهذه الأوراق وتعللت بعلل عله يبرد أوام الاحتراق إذ هذا شأو لا يدرك دقه وجله فليكن كما قيل ما لا يدرك كله لا يترك كله أردت أن أجعله دفتراً جامعاً لوفيات أعيان الرجال وبعض ما اشتملوا عليه من المآثر والسجايا والخلال فإن حفظ التاريخ أمر مهم ونفعه من الدين بالضرورة علم لا سيما وفيات المحدثين والمتحملين لأحاديث سيد المرسلين فإن معرفة السند لا تتم إلا بمعرفة الرواة وأجل ما فيها تحفظ السيرة والوفاة فممن جمعت من كتبهم وكرعت من نهلهم وعلمهم مؤرخ الإسلام الذهبي وفي الأكثر على كتبه أعتمد ومن مشكاة ما جمع في مؤلفاته استمد وبعده من اشتهر في هذا الشأن كصاحب الكمال والحلية والمنهل وابن خلكان وغير ذلك من الكتب المفيدة والأسفار الجميلة الحميدة وسميته شذرات الذهب في أخبار من ذهب ورتبته على السنين من هجرة سيد الأولين والآخرين وأسأل الله أن يثقل به ميزان الحسنات وأن يجعله مقرباً إليه وإنما الأعمال بالنيات فأقول ومنه أطلب العون والقبول يعتبر هذا الكتاب من أهم مصنفات التاريخ العربي الإسلامي المختصرة، ومن أكثرها شهرة وفائدة للمشتغلين بفنِّ التاريخ عامة وباب التراجم والسير منه خاصة، وقد استطاع مؤلفه (الإمام المؤرخ الأديب الفقيه عبد الحي بن أحمد بن محمد العَكَري الصَّالحي الدمشقي، الشهير بابن العماد الحنبلي)، المولود بصالحية دمشق سنة (1032 هـ=1623م) والمتوفى بمكة المكرمة سنة (1089هـ=1979م) أن يؤرخ فيه أحداث القرون الهجرية العشرة الأولى، كالحروب، والغزوات، والمعارك، والولادات، والوفيات، وسير الأعلام، وغير ذلك من الأحداث التي شهدها تاريخنا العربي الإسلامي خلال تلك الفترة الطويلة من عمر الزمن باختصار من غير إخلالٍ ولا إطناب إلا فيما ندر. ويمتاز شذرات الذهب" من غيره من كتب التاريخ المختصرة بأمرين اثنين: أولهما: كونه يؤرخ من السنة الأولى إلى سنة ألف للهجرة، الأمر الذي يجعله من أوسع كتب التاريخ العربي الإسلامي من جهة استيعابه لما يقرب من ثلاثة قرون زيادة على كتب التاريخ الإسلامي الأخرى، كـ"تاريخ الإسلام" للذهبي، و"البداية والنهاية" لابن كثير. وثانيهما: صفة الحياد التي حاول المؤلف التمسك بها في معظم المواطن التي ألمح فيها إلى الأحداث التي شهدها التاريخ العربي الإسلامي، ولاسيما في القرن الأول الهجري ولا يخفى على الدارسين أن صفة الحياد إن وجدت لدى المؤرخ فإنها تعزز الثقة بكلامه وتجعل كتابه مصدر ثقة لكل باحث أو ناقل، والعكس بالعكس، وقد ضمَّن المؤلف كتابه مايقرب من عشرة آلاف ترجمة لأعيان التاريخ من الخلفاء والأمراء والوزراء والفقهاء والقراء والمحدّثين، والأدباء والشعراء والمؤرخين والأطباء والحكماء والمتصوفة، وغير ذلك مما شهدته القرون الهجرية العشرة الأولى من الأعلام. وقد طبع الكتاب أول مرة بمصر في مكتبة القدسي بالقاهرة سنة (1351 ـ 1352هـ= 1931ـ1932م)، دونما تحقيق ثم أكرم الله تعالى كاتب هذه السطور (محمود الأرناؤوط) بتحقيقه بإشراف والده (الشيخ عبد القادر الأرناؤوط) ونشرته دار ابن كثير بدمشق وبيروت بين عامي (1406-1416هـ=1986-1995م)، في أحد...