القاهرة ... بيروت ... باريس (رواية) Cairo ... Beirut ... Paris (novel)
ebook ∣ فازت بجائزة "أحمد فتحي عامر" الأدبية Award winning novel "Ahmed Fathi Amer Literary Award"
By Mamdouh Al-shikh ممدوح الشيخ

Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
عندما يحل "الفرنسي" محل "الأمريكي" رمزا للشر
لحوم بشر معلبة في رواية مثيرة... مسيسة دون ضجيج
خالد جلال:
السبت ٨ تموز (يوليو) ٢٠٠٦
رواية جديدة صغيرة الحجم نسبيا (99 صفحة من القطع المتوسط) كاتبها روائي شاعر (حاصل على عدة جوائز مصرية وعربية عن إبداعه الشعري) مسرحي (حصل نصه المسرحي الأول على جائزة الإبداع العربي من دائرة الثقافة والإعلام بإمارة الشارقة) باحث (حرر موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية للدكتور عبد الوهاب المسيري) فضلا عن عدة مؤلفات صدرت في القاهرة وبيرت وعمان. الطبيعة المثيرة لأحداث الرواية أعادت للأذهان حقيقة أن كاتبها اكتشف وأعاد نشر رواية: "اعترافات حافظ نجيب: مغامرات جريئة مدهشة وقعت في نصف قرن" للمغامر المصري حافظ نجيب، وهي الرواية التي اقتبس عنها المسلسل التلفزيوني الشهير "فارس بلا جواد". وقد قدم لها وألحق بها دراسة عن حياة مؤلفها. الرواية "القاهرة... بيروت باريس" كل شخصياتها الرئيسة من الرجال ما قد يعتبره البعض صدى للانتماء السياسي للكاتب الذي عرف بانتمائه الإسلامي.
ويبقى من الخلفيات المهمة عن الرواية أنها الأولى لكاتبها وقد حصلت على المركز الثالث في الدورة الثانية (2005) للمسابقة السنوية الأدبية التي تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة ويمنح جوائزها الكاتب المصري الأستاذ أحمد فتحي عامر (مستشار مؤسسة الفكر العربي). وكانت لجنة تحكيم الرواية في هذه الدورة مكونة من: الأستاذ الدكتور محمد حسن عبد الله الأستاذ بجامعة القاهرة، والأستاذ محمد مستجاب الروائي المعروف والأستاذ مصطفى عبد الله مشرف الصفحة الأدبية بجريدة الأخبار.
على غلاف الرواية مشهد من شاهد الرواية يشير إلى الطبيعة المثيرة لأحداثها ونصه:
"توقف الرجل عن الكلام واستدعى الأمن من هاتفه الداخلي، فجاءوا لحمل بهي الذي أغمي عليه وراح في غيبوبة.
بقي في غرفة مجاورة حتى انتهت الإسعافات الأولية .. أفاق بهي وجاءه بعد قليل الفرنسي المتعرب يرمقه بنظرة هي خليط من الإشفاق والازدراء، وبادره قائلا:
"نحن ندرك شعوركم الطاغي بالاختلاف عنا .. . . ولهذا فضلنا أن نصدر الجزء الأكبر من هذه اللحوم الناتجة عن مشروع تجريبي إلى الدول الأوروبية كمعلبات مخصصة لتغذية الحيوانات الأليفة . . . . والجزء القليل الذي صدر إلى بلادكم جاء إليها عبر مافيا معروفة تشتري منتجات مماثلة من الأسواق الأوروبية بأسعار زهيدة وتعيد تغليفها وتصديرها"
استدار الفرنسي المتعرب وأطلق عينيه خارج النافذة مستطردا:
".. وفي النهاية، هذا الخطأ الذي أثارك لدرجة القيء يا مسيو ثمن طبيعي للتقدم .. .. فلا تقدم دون ثمن وتضحية وقسوة. . . طبيعتكم العاطفية من أهم أسباب رؤيتكم السلبية لنا . . . نحن نجرب فنصيب ونخطئ . . . وبالتالي نتقدم .."
ثم حدق في عينيه متحديا:
".. أما أنتم فالزمن يتجاوزكم وأنتم مقيدون بقيود العاطفة والقداسة . . . . إنني أحدثك باعتبارك مثقفا سيعي معنى ما أقول" ..
وصمت بهي للحظات .. ..
ثم بصق في وجهه !!
المشهد أيضا يشير للطبيعة المعرفية للرواية وهي سمة تميزها عن التيار الرئيس السائد منذ سنوات في الرواية المصرية وهو تيار التأريخ الاجتماعي عبر بناية أو شارع أو حي وهو تيار خرج من معطف نجيب محفوظ ولم يزل مهيمنا على الساحة الروائية المصرية.
الرواية تبدأ في أحد أحياء الطبقة المتوسطة المصرية (حي عابدين) حيث شركة لاستيراد اللحوم المعلبة تعمل في هذا المجال منذ سنوات يديرها رجل أعمال في مطلع الخمسينات ورثها عن أبيه شركة صغيرة واستطاع أن يحقق خلال سنوات نجاحا ملحوظا ورغم هذا ظل محتفظا ببعض بصمات الأب حيث ما زال يصر على الاستعانة بخطاط عجوز لكتابة بيانات المنتجات بخط اليد رافضا الاستعانة بالكومبيوتر. الخطاط "عم شفيق" هو الآخر يخفي وراء ملامحه التي أجهدتها الشيخوخة فنانا متدفقا ومتفلسفا متعمقا فهو عند أول فرصة يتحدث بوضوح ورصانة عن البعد الإنساني في الفن وعن "الدقة" في مواجهة "الرقة". .. إلى آخره.
لكن العم شفيق الذي وجد للمرة الأولى منذ سنوات فرصة للحوار العميق عن الفن تغمره الشجون والذكريات فيتسبب في مشكلة تبدأ بعدها الرواية التي تبدو هادئة ناعمة في التحول إلى بركان هادر تتسارع أحداثه وتتلاحق مفاجآته.
............
الرواية من الأعمال القليلة التي يكون فيها "الفرنسي" بالمخالفة للتيار السائد الذي يجعل "الأمريكي" رموزا للشر، فضلا عن استخدام...