أمام أعيننا تحدث كارثة إنسانية مضاعفة؛ تسببت الحرب الأهلية السورية -ولا تزال تتسبب- في عدد لا يمكن التكهّن به من الضحايا، بينما أصبح ملايين من السوريين على طريق اللجوء. بعضهم يحاول العبور باتجاه القارة الأوروبية عن طريق مصر. خلال ذلك يموت المئات سنةً بعد أخرى، بهذا صار البحر المتوسط أخطر الحدود البحرية في العالم. قام المراسل الصحفي الألماني "فولفجانج باور" بمرافقة لاجئين سوريين في رحلتهم تلك. كان معهم في مخابئهم في مصر وعلى متن القوارب وفي شوارع أوروبا. استطاع بذلك إخبارنا عن تلك المصائر الشخصية التي تختبئ وراء الأرقام الجافة، وعن الظروف المأساوية التي تحيق بقصّة اللجوء. يعتبر هذا النص وثيقة مهمّة ومناشدة حقيقية من أجل سياسات لجوء أكثر إنسانية.

"فولفجانج باور"، من مواليد 1970 يعمل في صحيفة "دي تسايت" واسعة الانتشار في ألمانيا. تقديراً لتقاريره المتميزة حصل على جائزة وسائل الإعلام الكاثوليكية وجائزة "بريكس بايو-كالفادو" الصادرة عن صحيفة "دي جيرو". المصوّر الفوتوغرافي "ستانيسلاف كروبر"، المولود سنة 1972 يعمل أيضًاً في عدّة مجلات ذات وزن مثل "جيو"، "شتيرن"، و"ناشيونال جيوجرافيك".