"إيناس" مؤمنة تمامًا أن أي زوجة مصيرها الخيانة يومًا ما، لهذا لم تتفاجأ عندما وجدت في حقيبة زوجها "إرنستو" منديل مرسوم عليه بقلم الشفايف قلبًا مكتوبًا عليه "كلي لك" ومُوقع بـ"حبك الحقيقي". وهكذا تتتبع "إيناس" زوجها إلى حديقة في ليلة ممطرة لتشهد نقاش (نزاع) عنيف بينه وبين امرأة أخرى. تتعثر المرأة وتسقط فيقوم "إرنستو" بإغراق جثتها في بحيرة قريبة. عندما يصبح "إرنستو" مشتبهًا به في القضية، تساعده "إيناس" بتوفير حجة غياب له أثناء ارتكاب الجريمة. ففي النهاية، الكراهية تقرِّب الناس تمامًا كالحب. ولكن "إرنستو" لا يتوقف عن مغامراته العاطفية، ولهذا ترسم "إيناس" خطة للإنتقام منه.

لا أريد تكرار خطأ النساء الأخريات نفسه، لأنه من المستحيل أن تُمثِّل امرأة ترسم قلبًا بأحمر الشفاه وتُوَقِّع بـ "حبك الحقيقي" أية أهمية لحياة "إرنستو"، فقد عرفتُ "إرنستو": هو يكره هذا الأسلوب، وفَكَّرتُ في أنه (فقط يرمي بياضه)، لأن نساء هذه الأيام فاجرات، فهن يرون الرجل ويطاردنه، ويلاحقنه حتى يجعلنه يشعر بأنه سيصبح جبانًا إن لم يستجب لهن. وقلتُ لنفسي، "الحقيقة أنه لماذا عليّ أن أواجه "إرنستو" بكل هذا التهويل، في حين أن هذه المرأة ستصبح تاريخًا خلال أسبوع؟ أليس كذلك؟"

"لكني سريعًا ما اكتشفت خيانة "إرنستو" ليّ؛ فبينما كنت أبحث عن قلم يومًا ما، ولما لم أجده، فتحت حقيبته. وبها وجدت: قلب مرسوم بأحمر شفاه ومكتوب فيه "كُلي لك"، وبتوقيع "حبك الحقيقي". شيء مبتذل بعض الشيء ولكن الحقيقة أنني في هذه اللحظة شعرتُ بجرح كبير. كنت أنتوي أن ألقيه في وجهه وأقول له، "ما هذا أيها الحقير؟!" ولحُسن الحظ، اخترتُ أن أعد إلى عشرة وأخذت نفسًا عميقًا ولم أفعل شيئًا على الإطلاق. من الصعب أن تقيم مواجهة أثناء العشاء".

"بدأتُ أفكر فيما سأقوله له، لأنني عزفت عن رد فعلي الأولّي، وهو أن أسأل، "ما هذا؟" أعني كيف ستكون إجابته لي؟ ورقة عليها قلب، مكتوب داخله كلمة "كُلي لك" وتوقيع.. لا، سيكون هذا سؤالاً غبيًا. الأهم كان استكشاف ما إذا كانت تلك الورقة تُمثِّل شيئاً مُهمًّا له أم لا. وبرغم آلام الاعتراف بحقيقة أن كل الرجال يخدعون زوجاتهم لبعض الوقت أو كله؛ فالأمر أشبه بسن اليأس: قد يأتي عاجلاً أم آجلاً، لكنه حتمًا آتِ. والمؤكد أن هناك بعض الزوجات لا يكتشفن أبدًا خيانة أزواجهن، وهن المحظوظات، لأن حياتهن تبقى كما هي، بينما اللاتي تكتشفن الخيانة مثلنا تبدأن في السؤال من هي، وهل كنا على خطأ، وما يجب أن نفعله، وهل توجب علينا أن نغفر أم لا، وكيف نجعله يدفع ثمن خطأه. ويصير عقلنا أكثر تشويشًا حين يفوت ميعاد حل المشكلة، وبمرور الوقت يترك هو المرأة الأخرى، ونخوض مغامرة اختلاق قصة أكثر خطورة وتعقيدًا من الواقع. وأنا لا أريد تكرار خطأ النساء الأخريات نفسه، لأنه من المستحيل أن تُمثِّل امرأة ترسم قلبًا بأحمر الشفاه وتُوَقِّع بـ "حبك الحقيقي" أية أهمية لحياة "إرنستو"".