ثمة حكاية تُروى عن الأمير القطري، أنه أثناء شبابه وكان عائدًا من أوروبا إلى بلده قطر، سأله موظف المطار عن وجهته هذه، وما إذا كانت هناك دولة في العالم اسمها قطر؟ تقول الحكاية أن بسبب جهل موظف المطار بوجود بلده، صمم أمير قطر على أن يضعها بقوة على خارطة العالم.

قد تكون الحكاية حقيقية وقد تكون مجرد حكاية لا أصل لها. لكنها تظل في كل الأحوال حكاية دالة.

في خلال الإثنتي عشرة سنة الأخيرة، وفي ظل الظروف الدولية الجديدة، وما يشهده النظام الدولي من تطورات وتحولات جعلت المنطقة العربية أكثر سخونة من أي وقت، برز الدور القطري على المسرح الإقليمي، لما تتمتع به من ثقل دبلوماسي قوي وفاعل وقيادة متحمسة لجعل قطر رقمًا مهمًا على الصعيدين الإقليمي والدولي، رغم انتهاجها واحدة من أكثر السياسات الخارجية في المنطقة التي تجمع بين المتناقضات والمحافظة على شبكة علاقات غاية في التعقيد والتضارب في الوقت نفسه، ما مكنها من اكتساب مكانة إقليمية وعالمية تفوق الوزن السياسي لدولة بحجمها.

كيف أثـر وصول "حمد بن خليفة آل ثاني"على تغير السياسة الخارجية القطرية؟

وإلى أي مدى جعل تغير القيادة السياسية القطرية المحددات الداخلية أكثر تأثيرًا من المحددات الخارجية في عملية صنع السياسة الخارجية؟ ما هو أثر تغير القيادة السياسية القطرية في سياستها تجاه إيران؟ ما هو نوع هذا التغيير؟ ولماذا تغيرت؟ وما هو أثر هذا التغير على سياسة قطر تجاه القضية الفلسطينية عما كانت عليه من قبل؟ إلى أي مدى جاء انتهاج قطر لسياسة خارجية تقاربية مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية بكافة أبعادها ومحاورها؟ وإلى أي مدى أثرت توجهات السياسة الخارجية القطرية في تطورات الثورات العربية؟