تمارس الصورة الذهنية دوراً مفتاحياً فى معرفة وإدراك وسلوك الفرد، حيث تثبت الدراسات العلمية أن الفرد يتعامل مع الواقع الاجتماعى، ويقترب منه ويتعرف عليه ويسلك فيه، من خلال الصورة الذهنية التى عملت قوى ووسائل ومصادر عديدة ومتنوعة على إدخالها ترسيخها فى ذهنه.

والصورة الإعلامية ما هى إلا صورة ذهنية تروج لها وسائل الإعلام، عن عمد أو عن غير عمد؛ فالصورة الإعلامية ليست مجرد تصوير للواقع ولكنها أساساً موقف من هذا الواقع ومحاولة لتفسيره والتأثير فيه. وتتفق كل من الصور الإعلامية والذهنية من حيث كونها يميلان إلى تبسيط الواقع واختزاله بحيث لا تعكس أياً من نوعى الصورة الواقع بالضبط.

وتثبت الدراسات والأبحاث ارتفاع معدلات التعرض للمضامين الإعلامية التى تتناول العلاقات الأسرية وأنه تعرض عمدي ومقصود للتعلم ولإشباع حاجات نفسية واجتماعية معينة لدى الجمهور، فكل أفراد المجتمع لديهم مشكلات وإشكاليات جدلية فى علاقاتهم الأسرية يبحثون عن حلول لها، ومضمون وسائل الإعلام أحد أهم المصادر التى تزودهم بما يزيد فهمهم واستيعابهم لهذه العلاقات وبما يساعدهم على حل مشكلاتهم بها.

وفى السنوات الأخيرة، سيطرت مجموعة من الاتجاهات والتوقعات الاجتماعية السلبية الخاصة بمؤسسة الأسرة على عقول الشباب ربما فى جميع المجتمعات المعاصرة نتيجة لزيادة انتشار مجموعة من الظواهر السلبية الخاصة بالأسرة مثل: ارتفاع معدلات الطلاق، تنوع وتزايد المشكلات والخلافات الأسرية وتزايد ما يصل منها إلى القضاء، وتزايد العنف الأسرى والجرائم الأسرية واتجاهها إلى الأعنف والأبشع، تزايد حدة الصراع بين الأزواج من ناحية وبين الآباء والأبناء من ناحية أخرى ... إلخ.

وترتب على ذلك شيوع حالة من عدم الثقة فى نجاح الزواج لدى الشباب وخوفهم من الفشل والطلاق، وأصبح تأخير أو تجنب الزواج ليس لأن الشباب ضد الزواج أو لا يرغبون فيه وإنما لأنهم ضد الطلاق وخوفاً منه، كما ترتب على هذه التوقعات السلبيه تزايد إنتشار العلاقات غير المشروعة بين الجنسين.