
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
تقول الحكاية إنه في يوم من الأيام طلب أحد أباطرة الصين من كبير الرسامين في القصر، محو الشلال الذي رسمه في لوحة جدارية، لأن خرير الماء كان يمنعه من النوم.
هكذا، ومنذ قديم الأزل، عرف الإنسان تأثير الصورة، فقد أدرك ذلك الفراعنة القدماء، والصينيون، والإغريق، والرومان، لكن "الصورة" أبدا لم يكن لها في عصر من العصور، ذلك الحضور المتدفق، كما في عصرنا اليوم.
اليوم تطل علينا الصور من الصحف، والتلفزيون، وجهاز الكمبيوتر، وهواتفنا المحمولة، وإعلانات الشوارع. اليوم أصبحت إعلانات الهواتف المحمولة تروّج لها بمواصفات الكاميرا داخلها، وجودة الصورة التي تلتقطها، فأصبحت الصورة هي الغاية والوسيلة، وهي السلعة وأداة التسويق.
إنتاج غير مسبوق في تاريخ البشرية للصور، يكفي أن تتوقف عند الإحصائيات المعلنة لموقع واحد من مواقع تشارك الصور، أو مواقع التواصل الاجتماعي، لتدرك أبعاد القضية. فالأرقام بالملايين كل يوم، وليس كل شهر. ناهيك عن المؤسسات التي تنتج الصور منذ ما قبل عصر الويب، فالمؤسسات الحكومية، والمؤسسات التعليمية، والمتاحف، والمؤسسات البحثية، والمؤسسات الخاصة، ... وغيرها، تنتج كلها قواعد بيانات للصور.
نعم، أصبحت الصورة - كما يشير البعض - لغة "الإسبرانتو" البصرية، ليس بالمعنى المعرفي فقط، ولكن أيضا بالمعنى الوجداني والجمالي والأخلاقي والسياسي والإنساني. فمعاني الصور تظل كثيرة مثل معاني الكلمات، فنحن من خلالها – كما قال جون برجر-نحب، ونعتذر، ونخاف، ونشعر بالأمل والتفاؤل، ... وهكذا تكون للصور أهدافها أو غاياتها الأخلاقية والسياسية والإنسانية. وهنا نتذكر قول الحكيم الصيني "كونفوشيوس" حين قال "إن ألف كلمة لا يمكن أن تتحدث ببلاغة، كما تتحدث صورة واحدة".
أدى ذلك كله إلى ظهور مباحث أكاديمية، تخصصت في الصورة، وظهرت مصطلحات مثل "قراءة الصورة"، و"صنمية الصورة"، و"سلطة الصورة"، و"عصر الصورة" بل و"العلاج بالصورة".
ومن بين أنواع الصور الكثيرة التي أصبحنا نعجز عن حصرها، تطل علينا "الصورة الصحفية" لتفرض حضورا مختلفا، ومميزا. فلم يعد من الممكن تصور الصحف بدون صور، فأحداث العالم كله من لقاءات، ومؤتمرات، واحتفالات، وحروب، ومجاعات، ... إلخ، تنتقل كلها إلى كل مكان في العالم عن طريق الصورة، فلم يعد هناك قرب وبعد، بل هناك دائما "الصورة" التي تجعلك حقا "في قلب الحدث".