
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
مرة أخري تكشف الدراسات المتعمقة للجوانب المتعددة للإسلام, أن هذا الدين الحنيف جاء مشرعاً ومقنناً لكل جوانب حياتنا الإيمانية والعملية, في كل زمان ومكان مصداقاً لقوله تعالى:
﴿مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ﴾الأنعام "38" .
وها نحن نؤكد هذه الحقيقة عندما نوضح بالأدلة القاطعة أن الإسلام وضع التشريع الأمثل والنظام المقنن لتوفير أهم عنصر من عناصر الحياة ... ألا وهو الأمن والأمان, والذي تحاول أجهزة المخابرات الحديثة في كل دولة تحقيقه لمجتمعها.
لنتفق أولاً علي الأهمية القصوى للنشاط الإستخباري بالنسبة لأمن وأمان أي مجتمع أو دولة, والحقيقة أن الإحساس بالأمان لتوافر الأمن هو مطلب الإنسان الأول والأساسي منذ هبوط سيدنا أدم - عليه السلام – إلي الأرض, ثم انتشار أبناءه في أرجائها ليعمروها. ينصحنا المولى فيقول:
﴿فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ﴾"239" .
فلا تستطيع أمة من الأمم أن تعيش حياتها بشكل طبيعي طالما هناك ما يهدد وجودها. لذلك فإن توافر عنصر الأمن سواء من الخطر الخارجي أو الداخلي مطلب أساسي في كل زمان ومكان. ومن هنا فإن كل دولة في عصرنا الحديث. لابد وأن يكون لها جهاز مخابرات توفر له كل متطلباته – بقدر استطاعتها – ليحقق أهدافه. وفى ظل نجاح هذا الجهاز تمارس الدولة مختلف أنشطتها السياسية والاقتصادية لتصل بالشعب إلى أقص ى درجات التحضر والرفاهية.