حين تفرز السياسة واقعًا مربكًا في مكان وزمان معينين يكون الأدب انعكاسًا لموازين القوى وكلمة حق في وجه واقع جائر؛ على الرغم من كون المعركة بين السياسة والأدب غير متكافئة، الأولى لديها من الأسلحة ما يغير المعالم والوقائع، والثاني أعزل إلا من الكلمة، وفي تجربته الأدبية الأولى (شمعة في أعماق السجون) يجسد الكاتب تجربة شخصية مر بها، خرج منها برؤى جديدة وفكر متجدد وبقلب يكبر بالتسامح، ويسرد تفاصيل تعرفه على مذاهب وأديان وثقافات لم يكن يعرفها، ومعرفته التشدد الديني والانحلال الأخلاقي والحياد بينهما، واختياره سمو النفس إلى محبة كل ما يدب على وجه الأرض من مخلوقات الله، بدءًا بأفضلها (الإنسان) وانتهاء بأصغرها (الحشرات)، وأصبح ينظر بتلك العين المحبة لكل شيء والخالية من كل الشوائب.