ذهب الشباب عن ثور أبي وأتى عليه الكبر، فوهن العظم منه وخفت وطأة أقدامه على الأرض، وانهارت قواه الجنسية، وانطفأت لديه رغبة الجماع مع البقرات، كل البقرات حتى البكر الحسان منهن. وفي أحد زياراتي إلى "الجاير" بصحبة والدي رأيت فلاحا قادما من الأرض المجاورة يجر وراءه بقرة مربوطة بحبل في رقبتها يريد بها تعاطي الحب مع ثور أبي. وتجمعنا حول البقرة والثور لنتمتع بمشهد العملية، ولكن لسوء حظ البقرة وصاحبها أن العملية الجنسية لم تحصل رغم الإغراءات الكبيرة التي قدمت إلى ثور أبي لإثارة الرغبة الجنسية عنده، من العلف الكثير والماء الوفير، فغادر صاحب البقرة يجر وراءه ذيول الخيبة. وكان الحزن والكآبة باديا على وجه البقرة، فكانت تسير الهوينى وراء صاحبها، وكانت صغيرة وجميلة، شكلها يسر الناظرين، وربما كانت بقرة بكر. وكاد السركال أن يعتذر من صاحب البقرة.