بطعم الجمر

ebook رواية

By أسعد الأسعد

cover image of بطعم الجمر

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

في القدس حلت رباب التي سكنت زوايا ذاكرة الرواي شخصية رئيسية في روايته، رسم صورة الموت على وجهها من أول الرواية حتى آخرها، لكن الرواية تنتهي ورباب تبقى على قيد الحياة، رباب لم تمت كما الأوطان لا تموت مهما ضعفت، كانت رباب قوية حينما كانت تعين زيدا على مقاومة الاحتلال، ثم غدت ضعيفة عندما عاد زيد إلى أرض الوطن بعد توقيع اتفاقية أوسلو، عاش زيد في ظل الاحتلال قبل إبعاده، لوحق وسُجن وعُذّب، رأى قبح الاحتلال ووعاه جيدا، رأى الدمار الذي ألحقه العدو بالأرض والإنسان بجلاء ووضوح، لكنه في الوقت ذاته كان يرى جمال فلسطين: أريحا ورام الله التي عشقها وبحر غزة وعنبها. كانت فلسطين جميلة رغم وشاح السواد الذي اعتراها، عاد زيد من غربته خارج الوطن، ليعيش الاغتراب داخل وطن يتظاهر بالحرية بينما يشل الذل أوصاله بعدما عاد زيد تحت بنود اتفاق هزيل ليجد فلسطين تتنكر لأبنائها الذين جاهدوا من أجلها، وتهب نفسها لأولئك الذين سهل عليهم التنكر لها وخيانتها. هذه المفارقة بين شخصية زيد المناضل، وزيد الذي نسي وطنه وارتمى في أحضان الغانيات في العواصم الغربية، عاد ناسيا رباب التي كانت تنتظره في رام الله وترضع ولدهما سالم حب الوطن، عاد بلقاء فاتر بين زيد وأمه بعد غياب اثنتي عشرة سنة، كان لقاؤهما باهتا تماما كلقاء زيد مع وطنه عند عودته، لينهي الكاتب الرواية بأن يجعل الشاب "سالم" يختار طريق المقاومة مبتعدا عن وهم السلام المزعوم، أما زيد فيغيبه الوادي متماهيا مع أشجار الزيتون وأشجار البلوط والعليق، يغيب في حضن وطنه ويعود إلى أصوله، وتعود إلى فلسطين بهجتها.

بطعم الجمر