ما إن يصبح الأطفال قادرين على نطق بعض الكلمات حتى يبدأوا في إلقاء الأسئلة في كل مجال بدايةً من أين أتى الجديري وانتهاءً بمتى سنموت. بل إن الأطفال يتساءلون عن أشياء قد لا يعلم بها أباؤهم، أو معلِّموهم.في هذا الكتاب هناك عيِّنات من أسئلة الأطفال عن العالم والألم والله والسماء والجحيم والموت والجنس. والواقع أنه ليس من السهولة الحصول على إجابات على كل الأسئلة، لكن ذلك لا يبرر صد الأطفال أو خداعهم. وقد توجد بعض الأسئلة المقلِقة أو المحرِجة، ويظن الكبار أن تفادي الإجابة عليها هو أفضل حل، لكن إذا عرف الكبار أنهم عندما يأخذون في حسبانهم عمر الأطفال ومدى استيعابهم ومجال خبراتهم فإن ذلك يسهل الإجابة على أسئلة كثيرة، فالأطفال لا يسألون إلا بقدر احتياجهم للمعلومة، وليس على الكبار أن يوقعوا أنفسهم في حيرة إعطاء إجابات كاملة وتامة.ومن هنا تتضح أهمية كتاب «هل تذهب قطتي للسماء»، فهو لا يقدم إجابة عن الأسئلة بقدر ما يقدم تدريبًا للكبار عن كيفية استماعهم لأسئلة الأطفال، وما الذي يقصدونه من السؤال، وما هي المعلومة التي يبحثون عنها، بل وما هو السؤال المباشر الذي يختفي وراء أسئلة الأطفال غير المباشرة..