من بين كل أسفار الكتاب المقدس، يبدو سفر الجامعة إلى حد ما غير قابل للتبويب، فلا يوجد شيء مشترك بينه وبين أسفار الشريعة، أو الأسفار التاريخية، ولا المزامير، ولا يشبه حتى سفر الأمثال رغم أن نظرته الفلسفية تجعله قريبًا منه. إنه سفر متفرد يطلعنا على خبرة فريدة.إذ نجد الجامعة وهو شخص لم يكن تعيسًا، بل قد امتلك كل ما يبتغيه إنسان وأكثر بكثير. إلا أنه يطرح سؤال: ما هي السعادة؟ والإجابة ليست واضحة، فكل ما يملكه الإنسان مهما بلغ من الضخامة لا يمكنه أن يصمد أمام وقفة تحليلية يصل منها إلى استنتاج أن الكل ليس إلا دخان زائل.لهذا حاول كاتب هذا الكتاب الصغير توضيح بعض النصوص التي تبدو مبهمة وغير مفهومة، وقد يساء فهمها. وذلك لكي تتوه حقيقة التناقضات التي تحملها الحياة، وحتى نمتلك الشجاعة لكي نصل إلى المعنى الحقيقي لها.