يعتقد أن هذا الكتاب "أحكام السوق للإمام يحيى بن عمر" هو أول كتاب ظهر في العالم الإسلامي، يبحث في شئون الأسواق، وقد أفرد لها مادة متميزة عن عموم الفقه، وعالج "يحيى بن عمر" في هذا الكتاب الكثير من موضوعات السوق، وهي في مجملها من الموضوعات التقليدية التي تناولتها الكتب الفقهية على اختلاف مذاهبها، فقد تكلم عن المكاييل والموازين، وأنواع البيوع، وأفرد فقرات مستقلة لبيان حكم السلع التي تختلط ببعضها، مثل خلط الزيت القديم بالجديد، وخلط لبن البقر بلبن الغنم، والقمح الدون بالجيد، وعالج أيضًا البيع المرسل -وهو الشراء بدون تسمية سعر بالنسبة للجاهل به-، وحكم على ذلك بأنه حرام، وللمشتري الرجوع على البائع، وعرض أيضًا لبعض الموضوعات ذات الطابع الخاص، مثل: ما يأخذه صاحب السوق من المتعاملين فيه، وإراقة الماء أمام الدور والحوانيت، وكنس الطين من الأسواق، وأعطى يحيى بن عمر الحكم الشرعي في الموضوعات التي سبقت، وفي غيرها من الموضوعات المماثلة.