كنتُ، بعد تقاعدي، قد ضجرتُ من الفراغ، فلما تلطّفتِ «البيانُ» بعرض عمودٍ فيها عليَّ وجدتُ في الكتابة الأسبوعية شأناً أَتَخَفَّفُ به من المللِ ولو مدةَ التفكيرِ في الموضوعِ ومدةَ صياغةِ الأفكار الواردةِ فيه، وما لبثتُ حتى اشتد عليَّ، عام 2012 مرضٌ خطيرٌ قعدتُ معه عن كلِ نشاطٍ وعن الكتابة لعجزٍ مني عنهما إلا ما قلَّ من ذلك في مناسباتٍ متفرقةٍ استفزتني فيها حوادثُ وقعت فكتبتُ فيها أو حولها مقالاتٍ لم تُرسل وقتَها للنشرِ وأُضيفها إلى ما يتضمنُهُ هذا الكتابُ الذي أرجو أن يكون مفيداً بعضُ الذي فيه للقارئين.وإني، بمراجعتي النصوصَ المتحدَّث عنها، اكتشفتُ أني أَتَيْتُ في كاثرٍ منها على ذكرِ الأستاذ نبيه بري، رئيس مجلسِ النوابِ، منتقداً اجتهادَهُ في كل مرحلةٍ من مراحلِ الصراعِ السياسيِ الذي تلا نهايةَ ولايةِ الرئيس إميل لحود، كأني خُصِصْتُ دون العالمين بالإشارةِ إليه في كلِ حينٍ وبالحملةِ عليهِ في كل حينٍ وإذ قرأتُ اليوم، عند التصحيح، ما كنتُ آخُذُ على دولتهِ من المواقفِ، ذَهَبَتْ بيَ الخواطرُ في ضوءِ الذي وقع بانتخابِ العمادِ عونٍ للرئاسةِ منذ أيامٍ، إلى استعراضِ أسبابِ إغلاقهِ أبوابَ المجلسِ تارةً وإلى فتحها آخرى، وقد وجدتُ، بالتأمًّلِ النزيه، أنه كان في سلوكه منطقٌ مُزْدَوجُ الهَدَفِ ما تبدّلَ سحابةَ هذه السنواتِ الطويلةِ، وله ركيزتانِ، إحداهما، وزنُ طائفتهِ في بلدٍ تتنازعُ فيه الطوائفُ النفوذَ وأخراهما، مصلحةُ البلد في تفادي احتكامِ أهلهِ إلى عضلاتهم وفي تفادي ذهابِ أهلهِ إلى صدامٍ يمكنُ تأجيلُهُ بانتظارِ الفرج.ووجدتُني أخلُصُ من هذا إل