منذ القدم والبشر يحاولون تفسير النفس البشرية سلوكاً ومعرفة وجسداً، من خلال العديد من الطرق، وقد كانت ولازالت دراسة الحالة أحد أهم الطرق، بل وأن هذه الطريقة تعتبر بمثابة خريطة للنفس البشرية للوصول للمعلومات التي يرغب بها الباحثون.إن المطلع على المكتبة العربية ليجد شحّاً كبيراً في توافر كتب ذات طابع يتضمن البعدين النظري والعملي في موضوع دراسة الحالة، والموجود من هذه الكتب فيه قيمة علمية ولكن الاجتهادات في هذا الشأن كثيرة، مما استدعى الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة – التي تستخدم دراسة الحالة – إلى ابتكار نماذجها الخاصة.يأتي هذا الكتاب – بمحتواه – ليضيف للمكتبة العربية، ويثري الموضوع، بشموليته التي تناولت الجانب النظري لمفهوم دراسة الحالة، ومواصفات القائمين عليها، والطرق التي من خلالها يتم تعزيز تطبيق هذه الطريقة وتجويدها، والمهارات اللازمة لتنفيذها. كما يستعرض هذا الكتاب نموذجاً لدراسة الحالة مع أمثلة تطبيقية، واستعراض لنماذج في علم النفس، وعلم الاجتماع، والتربية الخاصة، والإرشاد النفسي.وإنني أشيد بالجهد المبذول في هذا الكتاب، إذا أن مؤلفي هذا الكتاب يتمتعان بالعلم والمهارة، وهما ممن مارسا العمل الميداني، وجمعا بين المعرفة النظرية والخبرة العملية.وأخيراً... فإنني أشكر المؤلفين الدكتور أحمد أبو أسعد والدكتور سلطان النوري على تشريفهما لي بتقديم هذا الكتاب، سائلاً الله أن ينفع بهما وبعلمهما ويوفقهما والقارئ لما يحب ويرضى.