المعلم باعتباره الركيزة الأساسية والحاسمة في مدى نجاح جهود عملية التربية في تشكيل اتجاهات الأفراد ونظرتهم للحياة، يأتي في موضع القلب في منظومة العناصر المتفاعلة في عملية التربية اختياراً وانتقاءً، إعداداً وتدريباً، وأن رفع مستوى أداء المعلم وزيادة فعاليته في أداء مهامه يعتمد على إعداد معايير لممارسته في مجالات التخطيط والتدريس والتعلم وإدارة الفصل والتقويم، كذلك فإن الإلمام بالاتجاهات العالمية في مجال تأهيل المعلم وتدريبه توافقاً مع التطورات المستقبلية، إنما ينطوي على الآتي:•التحول من ثقافة الحد الأدنى إلى ثقافة الإتقان والجودة.•التحول من ثقافة القهر إلى ثقافة المشاركة.•التحول من ثقافة الاستهلاك إلى ثقافة الإنتاج.•التحول من الاعتماد على الغير إلى الاعتماد على الذات.•التحول من التعلم محدود الأمد إلى التعلم مدى الحياة. لذا نجد تسابق الدول على تطوير نُظمها التعليمية بصورة شاملة، وأحياناً إدخال إصلاحات على عناصر ومكونات مُعينة يظن مردودها هائل في إطار متطلبات مجتمع المعرفة، وفي هذا الصدد ازدادت الدعوة إلى تطوير التعليم في ظل التغيرات الحادثة والتحديات المعاصرة والمستقبلية محلياً وإقليمياً وعالمياً لضرورة العمل على وضع مبادئ وأُطر جديدة للتعليم ترتكز على الرؤية المستقبلية في ضوء مستحدثات المرحلة الراهنة، والدعوة إلى تطوير التعليم لألفية ثالثة، والتطلع إلى تطوير المناهج.ومن هذا المنطلق كان هذا الكتاب (الشامل في المناهج وطرائق التعليم والتعلم الحديثة) لتقديم نمو ذاتي للمعلم لتعرف كل ما يتعلق بالمناهج التعليمية، وإستراتيجيات التعليم والتعلم، والتعلم النشط وأهميته وأساليبه، ووسائل التقويم والاختبارات التربوية، ومعايير الورقة الامتحانية الجيدة والتقويم الأصيل، وتطوير المنهج، وأخيراً الأساليب المتطورة والخاصة بمكونات المنهج المدرسي، ثم عرض أثر العولمة على كلً من المنهج الدراسي وطرائق التدريس.