يشهد العالم منذ ثمانينيات القرن العشرين العديد من التحولات الاقتصادية والتكنولوجية والفكرية، من أبرزها: التحول من اقتصاد الموجودات إلى الاقتصاد الرقمي أو الاقتصاد الفكري، ومن عالم الورق إلى عالم النبضات والملفات المخزنة في النظم الآلية، ومن حماية رأس المال المادي إلى حماية رأس المال الفكري ومن الأعمال التقليدية إلى الأعمال الإلكترونية، ومن النشر التقليدي إلى النشر على الإنترنت والنشر الإلكتروني والاستفادة من التطبيقات المتقدمة لتكنولوجيا المعلومات والشبكات في إعداد وتصميم مواقع للناشرين على الإنترنت لتستخدم في نشر وتوزيع أوعية المعلومات المختلفة، والترويج لها لذا اتجه العديد من الناشرين التجاريين العرب خلال السنوات القليلة الماضية نحو الاستفادة من التطبيقات التكنولوجية في إنشاء مواقع لهم على شبكة الإنترنت، بهدف التوسع في تقديم خدماتهم بصورة أكبر وفتح أسواق جديدة لهم وللترويج لإصداراتهم وأنشطتهم ولتحقيق عنصر التواصل مع جمهورهم أينما وجدوا، ولاشك فإن هناك العديد من العوامل والمتغيرات التي ساعدت على تنامي هذا الاتجاه، من أهمها: الرغبة في زيادة فرص التسويق وزيادة حجم المبيعات، وانتشار وإتاحة شبكات الاتصالات والمعلومات المبنية على الحاسب الآلي، وغيرهم، وعلى ضوء ذلك جاء هذا الكتاب مقدما مخططا "كأنموذج" لموقع ناشر عربي، إضافة لعددا من النتائج والتوصيات الهامة التي يمكن من خلالها الارتقاء بمستوى مواقع الناشرين العرب وبنوعية الخدمات التي تقدمها وفق أسس علمية سليمة.