يعنى هذا الكتاب ببيان موقف النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ونبي الله عيسى ابن مريم "المسيح" من الإنسان، ومن الحياة، أو بتعبير أكثر سدادًا: ببيان موقفهما "مع" الإنسان، و"مع" الحياة، إذ يرى الكاتب أن الحديث عن الإنسان موضوع يُعَدُّ من القضايا الكبرى في هذا الوجود، فالإنسان هو محور الوجود كله، وهو السيد في هذا الكون، فكل شيء في هذا الوجود مسخر له، والديانات كلها جاءت من أجله، والوحي السماوي كله قد اتجه بالخطاب إليه، والقرآن والإنجيل بأسرهما يدوران حوله، فكل ما في القرآن والإنجيل إما حديث عن الإنسان، أو حديث إلى الإنسان، أو عن شيء يتعلق به بأي شكل من الأشكال، ومن هنا كانت إرادة الله أن يخلق كائنًا يدرك نفسه، ويدرك ما حوله، ويدرك خالقه، ويتولى مسئولية هذا الكوكب الأرضي بأمر الله وإرادته، وبذلك يكون للوجود معنى، ويكون وجود الإنسان من أجل هدف حددته الإرادة الإلهية، وهو العبادة لله وحده، وقد حوى الكتاب تسعة فصول، جاءت عناوينها على النحو التالي: ماذا قدّم المسيح ومحمد للإنسان؟، والمسيح ومحمد لأجل الحياة، والمحاكمة الظالمة للمسيح، والرحمة عند محمد صلى الله عليه وسلم، ومحمد العادل، والحب عند محمد صلى الله عليه وسلم، وتميُّز محمد صلى الله عليه وسلم، واهتمام محمد صلى الله عليه وسلم بمشاكل الناس، وأخيرا تصحيح المفاهيم.