تُعَدُّ وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها -المرئية، والمسموعة، والمقروءة- النافذة التي يطل من خلالها الأفراد على العالم، وأبرز مصادر تشكيل الرأي العام، وتكوين التصورات حول الدول، والشعوب، والأحداث، والقضايا المختلفة؛ خاصة القضايا الخارجية؛ والتي يعتمد الجمهور في استقاء المعلومات حولها على مصادر أخرى؛ فلم تعد وسائل الإعلام أداة لنقل المعلومات فقط، بل أصبحت أحد المحددات الرئيسة التي تشارك في تحديد ملامح سلوك الجمهور، وقيمه، وعاداته، ومستوى معارفه، ويتعاظم دور الإعلام في ظل الأزمات الدولية، والصراعات الإقليمية، والحروب، وأحداث العنف المختلفة؛ حيث أشار بعض الباحثين إلى أن العنف يُعَدُّ سمة محددة لتغطية الشؤون الخارجية، وتقوم الصحافة بتقديم المعلومات، ونشرها، والتعليق عليها، وتفسير خصائصها؛ للوصول إلى غرس الآراء والاتجاهات المراد إيصالها لجمهورها؛ مما يؤدي إلى زيادة قدرة الأفراد على إدراك خطورة هذه الأحداث على الفرد والمجتمع؛ وفي الكتاب الذي بين أيدينا الآن دراسة للمعالجة الإعلامية لقضايا الوطن العربي؛ تهدف إلى التعرف على العلاقة بين معالجة الصحف أو الصحافة المصرية للقضايا العربية، ومستوى المعرفة للجمهور المصري بها؛ وذلك من خلال فروض نظريتي فجوة المعرفة والاعتماد على وسائل الإعلام، وهي دراسة تهدف أيضا إلى التعرف على شكل المعالجة الصحفية لقضايا الدراسة، ومدى الاختلاف بينها؛ وفقًا لنوعية الملكية الصحفية، والتعرف على المصادر التي اعتمدت عليها صحف الدراسة في نشر قضايا الدراسة، ودراسة أوجه الاختلاف في مدى اكتساب المعرفة، ورصد أهداف الاعتماد بين قراء الصحف المصرية، والتعرف على العلاقة بين متغيرات أخرى؛ مثل: الاهتمام والخلفية المعرفية، وبعض المتغيرات الديموجرافية: كالسن، والنوع، ومستوى المعرفة بالقضايا العربية لدى الجمهور المصري، وكذلك المقارنة بين الاعتماد على الصحف، ووسائل الإعلام الأخرى لاستقاء المعلومات حول القضايا العربية؛ من حيث حجم المعرفة التي يتم اكتسابها من كل منها، والمقارنة أيضًا بين الاستخدام العام، والصحف بأشكالها المختلفة؛ من حيث ارتباطها بمستوى المعرفة المكتسبة عن القضايا العربية.