لم يجابه العالم هذا القدر من النزاعات المسلحة الدامية في وقت واحد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ولم تستطع قواعد القانون الدولي الإنساني أن تسعف العدد الهائل من ضحايا تلك النزاعات، ولم تهمل اتفاقيات جنيف إهمالا خطيرا، ولم يهزأ بحقوق الضحايا على نحو مأساوي مثلما هو الحال اليوم، ففي الوقت الذي ينبغي استبعاد الحرب كوسيلة لحل الخلافات التي تعد نفيا للقانون الدولي المعاصر، ونشاهد في الواقع ازدياد المعارك الدامية في مختلف أنحاء المعمورة، وعلى ضوء ذلك جاء هذا الكتاب في بابين متناولا: (مفهوم القانون الدولي الإنساني وأهمية تطبيقه، وتحديد مسئولية الدول والمنظمات الدولية في حالة انتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني).