يأتي هذا الكتاب ليتناول قضية السينما الأمريكية والهيمنة السياسية والإعلامية والثقافية من جوانب أهمها ما يتعلق بالهيمنة الإعلامية وعلاقتها بالهيمنة السياسية والأصوات الدولية التي تنادي بإعادة تنظيم المشهد الإعلامي الدولي ليقوم على مبادئ العدالة والتوازن والمشاركة واحترام الخصوصيات وليس الاستهداف والسعي لمحو وطمس ثقافة الآخر، كما يتناول الباحث السينما الأمريكية بشكل خاص بوصفها النموذج الأكثر تأثيرا في هذا المجال من خلال تناول صناعة السينما الأمريكية وآلياتها والشركات الكبرى المنتجة لها فضلا عن الجوانب الأخرى المرتبطة بها، وفي سياق آخر كان التناول للخصائص الإعلامية والاتصالية الإيجابية للسينما فضلا عن تناول مفهوم الأمن الثقافي العربي بوصفه إستراتيجية للمواجهة اتفقت عليها البلدان العربية في العقود الثلاثة السابقة بوصفها مصدات ثقافية لتقليل الآثار السلبية للإعلام الوافد لا سيما الأمريكي منه وتحديدا السينما وأفلامها وأخيرا تناول الرقابة بوصفها آلية للحماية والتحصين والتي فرضت في مناطق متعددة من العالم وبآليات ومنطلقات متعددة تستند إلى العقائد والقيم والاعتبارات الأخلاقية والاجتماعية والثقافية في مواجهة ما تحمله البرامج والأفلام الأمريكية من قيم وأفكار قد لا تكون مقبولة في بعض المجتمعات.