يهتم الباحثون عمومًا بالدولة التركية ذلك لأن تركيا تلعبُ دورًا إقليميًّا فاعلًا ومؤثرًا في المنطقة، لاسيما وأنها الجارة غير العربية التي تسهم في التأثير المباشر وغير المباشر في المجالات السياسية والإستراتجية والاقتصادية والمائية، فضلًا عن ذلك ما تشهده تركيا من عدالة وتوازن إقليمي ودولي داخل الحدود الجغرافية أو خارجها مما يجعلها إيجابية في الكثير من المتغيرات الجوهرية داخل نطاق الدول العربية، فالموقع الجغرافي والسياسة المعتدلة والرؤية الموضوعية في العلاقات العربية - التركية هي أبرز محاور الشراكة التركية العربية في المجالات كافة، إن هذا الكتاب يسعى إلى الإبحار في أمواج السياسة التركية للبحث عن مرافئ لكي ترسو عليها أو بالقرب منها سفن الربيع العربي التي مازالت تبحث عن نموذج ناجح لاقتباسه.