تعتبر مرحلة الطفولة هي الفترة التكوينية الحاسمة من حياة الفرد؛ وذلك لأنها الفترة التي يتم فيها وضع البذور الأولى للشخصية والتي تتبلور ملامحها في مستقبل حياة الأفراد، وهي الفترة التي يُكَوِّن فيها الطفل فكرة واضحة عن نفسه، ومفهومًا محددًا لذاته الجسمية والنفسية والاجتماعية بما يساعد على الحياة في المجتمع، ويمكنه من التكيف السليم مع ذاته.

ولهذه المرحلة أهميتها في التنمية الشاملة والمتكاملة للطفل في المجالات العقلية والجسمية والحركية والانفعالية والخلقية والدينية والتنشئة الاجتماعية السليمة، في ظل قيم المجتمع ومبادئه وأهدافه وتلبية حاجات النمو ومطالبه الخاصة بهذه المرحلة لتمكين الطفل من أن يحقق ذاته ومساعدته على تكوين الشخصية السوية القادرة على التعامل مع المجتمع.

والثقافة الغذائية من أهم ما يمكن إكسابه للطفل في هذه المرحلة، والتي يتسع خلالها نطاق اهتماماته وخبراته؛ ولذلك فمن الضروري الاهتمام بغرس الثقافة الغذائية في نفس الطفل بصورة غير مباشرة من خلال القدوة والتشجيع المستمر وتقديم المواقف السلوكية الموجهة، والمجال الغذائي في السنوات الأخيرة قد زاد الاهتمام به على المستوى العالمي والقومي؛ وذلك نظرًا لقلة الوعي الغذائي السليم، وبالتالي فإن نسبة الأفراد الذي قد يعانون من سوء التغذية ليس بالقليل.

إن هناك ضرورة ملحة لإرساء وتشجيع اكتساب الثقافة الغذائية وتكوين الوعي الغذائي لدى أطفالنا من خلال النشاط الحركي في مرحلة ما قبل المدرسة وأثناء الدراسة ومرحلة المراهقة.