يعد المنهج الأسلوبي من أهم المناهج الحديثة في دراسة اللغة لما يصنعه من إطار خاص لكل متكلم باللغة يميزه عن غيره من المتكلمين ويحدده، وهذا التحديد جعل الباحث ينقب في الإنتاج الأدبي بحثًا عن عمل أدبي للوصول إلى هذا التحديد، وإلى السمات الأسلوبية في هذا العمل الأدبي التي يحدد أدب فلان حيث الأسلوب هو الرجل، والأسلوب كالبصمة التي لا تتماثل ولا تتكرر، ويهدف هذا العمل إلى تحديد السمات الأسلوبية لشاعر عربي من شعراء الجاهلية هو "المثقب العبدي" وكان الإنتاج الأدبي للشاعر متمثلا في ديوانه مصدر هذه الدراسة، وجاءت الدراسة شاملة للجانب النظري في دراسة النظرية الأسلوبية والعدول، والانحراف وكذلك دراسة بيئة الشاعر ونشأته ودراسة الجملة من حيث البناء وأثرها على القافية وأثر القافية على بناء الجملة، ثم الجانب التطبيقي وهو دراسة تحليلية لكل قصائد الديوان، كل قصيده على حدة لنعرف مكوناتها والخصائص الأسلوبية للشاعر في بناء جمله على مدى الديوان، وجمع في الخاتمة كل الخصائص الأسلوبية للمثقب في بناء جمله، والسمات المميزة له عن غيره، ثم تطبيق لمعادلة بوزيمان، ثم تطبيق لهذه السمات والخصائص على الشعر المنسوب إليه لنوضح في النهاية ما هي القصائد والمقطوعات التي يصح أن تنسب إليه؟ ومما يحيط بها بعض الشكوك حول نسبها إليه، وعلى هذا يمكن تصنيفها من جديد.