
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
لقد شغلتنى فكرة إصدار هذا الكتاب منذ عدة سنوات عندما اتضح أمامى اتساع مساحة غياب الوعى لدى الأجيال الجديدة بماهية الصراع العربى الصهيونى وتاريخ ومركزية القضية الفلسطينية - تطوراتها وحقيقة المشروع الصهيونى والصراع الوجودى بين هذا المشروع ذى النشأة الغربية القادم من المعسكر الغربى الأوربى - الأمريكى والمواجهات الدامية بينه وبين المشروع القومى العربى الذى يجسد الحقوق المشروعة للشعوب العربية صاحبة الأرض والتاريخ وصانعة التراث الحضارى فى هذه البقعة من العالم.ورغم كثرة ما صدر من دراسات وبحوث تناولت القضية الفلسطينيةوالصراع العربى الإسرائيلى وتداعياته الدامية على مجمل الأوضاع العربية سياسياً واقتصادياً وثقافياً على امتداد سبعة عقود إلا أن توقيع اتفاقيات كامب ديفيد والصلح مع إسرائيل التى دشنتها مصر عام 1978 ثم انتقلت إلى قلب القضية الفلسطينية باتفاق أوسلو 1993 وتلاها اتفاق وادى عربه مع الأردن عام 1994 أدت هذه الاتفاقيات إلى الانحراف عن المسار الصحيح لمواجهة تحديات الماضى وامتداداته الحالية والمستقبلية ولعل أخطر ما اسفرت عنه هذه الاتفاقيات تتمثل فى المحاولات الصهيونية الدؤوبة لإعادة تشكيل عقول ووجدان الأجيال الجديدة بحجب الحقائق التاريخية والثوابت الوطنية والقومية سواء ما يتعلق بالحركة الصهيونية ومشروعها الاستيطانى الاقتلاعى فى فلسطين أو الثوابت القومية فى عالمنا العربى والسعى لتغيير توجهات الأجيال الجديدة نحو الكيان الصهيونى من خلال الكتب المدرسية ومناهجها فى التاريخ والجغرافيا والمواد الاجتماعية واستشهد هنا بما ورد فى الدراسة التى أجراها الباحث الإسرائيلى اوفير وينتر وصدرت بعنوان (السلام مع إسرائيل فى الكتب المدرسية المصرية ومقارنة التغييرات التى طرأت بين عهدى مبارك والسيسى) ونشرت فى دورية (تقارير استراتيجية إبريل - مايو 2016) الصادرة عن معهد دراسات الأمن القومى بجامعة تل أبيب فقد ذكرت أن المناهج الجديدة قدمت إسرائيل باعتبارها بلداً صديقاً وليست بلداً عدواً ولم تتطرق لحروب مصر وشهدائها على أيدى الإسرائيليين كما حذفت أهم بنود معاهدة السلام المرتبطة بالقضية الفلسطينية مثل الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى ودور مصر المحورى فى مساندة الفلسطينيين لتأسيس دولتهم المستقلة).