"يقول المؤلف تفرغت منذ بداية الربع الأخير من القرن الماضى إلى رصد واقع المرأة المصرية والعربية ودراسته، وذلك بالاعتماد على التراث النظرى الضخم لعلم الاجتماع وأدواته المنهجية المختلفة، ولقد كان هذا الرصد لا يقف عند حدود مجال معين، بل أن دراساتى تنقلت من دراسة ورصد واقع المرأة فى المجال العام، والمجال السياسى، والمجال الثقافى، والمجال الاجتماعى، حتى أتمكن من تقديم فهم متكامل لوضعية المرأة فى المجتمع العربى.ولقد اعتمدت فى مجمل دراساتى على النظرية النسوية، وهى كل جهد نظرى أو عملى يهدف إلى مراجعة واستجواب أو نقد أو تعديل النظام السائد فى البنيات الاجتماعية، الذى يجعل الرجل هو المركز، هو الإنسان، والمرأة جنساً ثانياً أو آخر، فى منزلة أدنى، فتفرض عليها حدود وقيود، وتمنع عنها إمكانات للنماء والعطاء فقط لأنها امرأة، ومن ناحية أخرى، تُبخس خبرات وسمات فقط لأنها أنثوية، لتبدو الحضارة فى شتى مناحيها إنجازاً ذكورياً خالصاً، يؤكد ويوطد سلطة الرجل وتبعية أو هامشية المرأة.وتعد النسوية حركة اجتماعية ترجع بتاريخها إلى انجلترا فى القرن الثامن عشر، حيث كانت تسعى هذه الحركة إلى تحقيق المساواة بين الجنسين عن طريق منح الحقوق للنساء، ثم أصبح المصطلح يشير فى تسعينيات القرن الثامن عشر إلى مجموعة من النساء والرجال الذين شنوا حملة الدعوة إلى منح المرأة حق الانتخاب، والحق فى التعليم، وممارسة المهن الفنية العليا، وهذه المرحلة توصف بأنها الموجة الأولى، والتى هدفت بشكل عام إلى نيل المرأة بعضاً من الحقوق العامة التى يتمتع بها الرجل"