الكذب الحقيقي : من قال إنني لست انا ؟ : في إشكالية التخييل الذاتي

ebook

By سلوى السعداوي

cover image of الكذب الحقيقي : من قال إنني لست انا ؟ : في إشكالية التخييل الذاتي

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

إنّ الكتابة التّخييليّة الذّاتيّة في مدوّتنا وسيلة علاجيّة تنفيسيّة من الأمراض النّفسية الهذيانيّة والنّرجسيّة والشّعور بالقذارة. هي انتصار للأدب ولفضاء الحرّية رغم مرارة تجارب المخيّلين أنفسهم الدّراميّة. فلم يكن التّخييل الذّاتيّ مجرّد محاكمة لجنس السّيرة الذّاتيّة، ولكنّها محاكمة إتيقيّة لأوضاع ترفضها الذّات المبدعة المتمرّدة على كلّ القوانين الجائرة بما في ذلك قوانين الكتابة وتسلّط النّقاد والمنظّرين على النّصوص الإبداعيّة المنفلتة من كلّ حدود صارمة. لن نقول كما قال فدرمان "اكذب أو مت"، بل نقول "اكذب حتّى لا تموت "وحتّى لا تقتلك الثّوابت والهويّة الواحدة التّي تفرض عليك وتقدّم لك لا إراديّا في الحياة. كذا المبدع يكذب ويلعب ويتخيّل ويحلم ويلبس هويات متعدّدة حتّى لا يموت. فاللـّعب الجماليّ يقي الذّات من كوابيس الواقع وآلام البشر فتنشأ بهجة سرّية في فضاء التّخييل، متعة لا تضاهيها متع الحياة الزّائفة. لم تكن تجربة التّخييل الذّاتي اعتباطيّة أو مناسباتيّة فقط ولم تبق عند حدود الموضة الأجناسيّة ولكن التّخييل الذّاتي باعتباره كتابة الذّات المعاصرة كسر الحدود الجغرافية كما تقول إزابل قرال وتكثّف حضوره في سائر الفنون: السّينما والرّسم والمسرح وعلى الصّفحات الألكترونيّة.

الكذب الحقيقي : من قال إنني لست انا ؟ : في إشكالية التخييل الذاتي