يدعو هذا الكتاب إلى العناية بالقيم الجمالية، والتربية، وذلك من خلال ثلاثة فصول، جاءت عناوينها على النحو التالي: القيم الجمالية والتربية، وعلم الجمال كمدخل للقيم الجمالية في الفنون التشكيلية، والقيم الجمالية وفلسفة التربية والتعليم، حيث إن القيم تحتل مكانة بارزة بين عناصر الثقافة، فتُعَدُّ من العوامل الهامة والمؤثرة في تحديد سلوك الفرد، وتوجهاته، وضبطه في المجتمع الذي يعيش فيه، كما وتلعب نفس الدور في تحديد سلوك الجماعة وتفاعلها الاجتماعي من خلال مختلف أشكال السلوك الاجتماعي، بل يمكن للقيم أن تسهم في النصيب الأوفر في تكوين الشخصية القومية لشعب من الشعوب، أو جماعة عرقية، أو حضارة معينة، فالقيم تنشأ من خلال تفاعل الفرد مع ثقافة مجتمعه أثناء عملية التنشئة الاجتماعية، وهذا ما يؤدي إلى وجود التشابه بين أفراد المجتمع الواحد، وينتج عنه ما يسمى بالطابع القومي أو الشخصية القومية National Character، والتربية كميدان له أهميته في بناء الإنسان والجماعات، ترتبط ارتباطا وثيقا بالقيم، فإذا كانت القيم هي الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها، فالتربية بمفهومها الواسع هي الأداة المنفذة لهذه الأهداف عبر حلقاتها وطرقها وأساليبها، فعمل التربية والمربين قائم على اتخاذ القيم منهجا، وتحديد الأهداف التربوية يتطلب تحديد القيم التربوية، ومن ثم تحديد عمل المربي والمدرسة.