إن ظهور الدين نتيجة حتمية لتطبيق الجنس البشري للفكر المجرد، فتبدو كأنها تبعد تمام البعد عن الدنيوية، لكننا لن نتمكن من معرفة الملامح الحقيقية الأصلية للدين، وإدراك كونه ظاهرة تاريخية طوَّرها المجتمع الإنساني في فترة محددة، إلا إذا نأينا عن كل أشكال التحيز الفطري، وخلعنا النظارات السوداء كافة، وتخلينا تمامًا عن مواقف الغرور والهيمنة العقلية الذاتية، حتى نستطيع فَهْم الطبيعة الحقيقية لكينونته، وإدراك أنه ظاهرة تاريخية لتطور المجتمع البشري في فترة ما، وعلى ضوء ذلك يقدم هذا الكتاب دراسة حول الإسلام في الصين، ويقع الكتاب في ثمانية أبواب منها: (الاندماج بين الإسلام والثقافة الصينية التقليدية، سمات تطور الإسلام عبر مراحل التاريخ الصيني، إسهامات الإسلام الكبرى في مجالات العلوم والثقافة الصينية، وتأملات حول قضايا التعامل الصحيح مع الإسلام).