الحياة مسرح جميل يحاول كل واحدٍ فيه أن يمثل دورا حتى تكتمل الحياة، ونستطيع العيش بسلاسة ويسر، ونلتقط منها الأفكار، ونحولها إلى مسرح آخر إلا وهو مسرح الفن، كل إنسان يمكن أن يكون في داخله فنان، ويختلف هذا الفن من شخص لآخر، ويقوم كل واحد بدوره حسب درجة وعيه، مهنته، ثقافته، بيئته والظروف المحيطة به، وكثير من اللذين أبدعوا نالوا مرادهم من الحياة، ومن كان خاملا بقي مكانه يصارع، وخرج من الدنيا دون أثر، من هنا وجد الفنان الذي يستطيع أن يلتقط هؤلاء الممثلين البارعين في الحياة ويكتب عنهم إلا وهو المؤلف، ومجّد من يقوم بتقمص شخصيات هؤلاء المبدعين إلا وهم الممثلون، وهناك من يقوم بالاستمتاع بمشاهدتهم ألا وهو الجمهور، وهذا كله لا بد له من منظم ومدير لهذه العملية الاتصالية إلا وهو المخرج، فيقوم بمتابعة حركات الممثلين وتقويمها وتصحيحها، ويضفي على العمل المؤثرات الجميلة، لجذب الجمهور، لمشاهدة إبداعات هؤلاء الممثلين الحقيقيين، حتى يتأثر الجمهور بأبطال هذا العمل، وقد يسير بعضهم على نهجهم، ويقتفوا أثرهم ويبداعو كما أبدع من سبقهم ويستخلصوا العبر، وبينت هذه الدراسة دور المخرج الاتصالي في العمل الدرامي التلفزيوني والإطار النظري للدراسة ومنهجيتها ونتائجها.