يعتبر الماء والغذاء من أهم ما يشغل الجنس البشرى منذ بدء الخليقة لارتباطهما بالحياة وكذلك بصحة الإنسان وإنتاجيته وهما يمثلان دعامة رئيسية للتراث الحضاري والديني للبشر، كما أنهما جزء لا يتجزأ من أى ثقافة. وقد بدأ الإنسان يأكل ما يستسيغه من طعام كما هو بلا أى تغيير فى طبيعته التى وجد عليها ثم مع الوقت والتقدم جاء العلم وجاءت الخبرة الإنسانية لتزيد من معارف البشر حول عالم الغذاء والتغذية. وقد استفاد الانسان من تلك المعارف وسخرها بشكل سليم أحيانا وبأشكال ضارة فى كثير من الأحيان في مجال التغذية مما أدى الى ظهور الكثير من الأمراض العصرية المرتبطة بنوعية الغذاء ومحتواه وكميته، فقد ظهرت أمراض الجهاز الهضمى والسمنة بالاضافة لأمراض الحساسية والخلل الجينى. وقد ارتبط الغذاء فى كثير من الأحيان بالموقع الجغرافى للسكان وكذلك بالعادات والتقاليد والموروثات الشعبية والأهم من ذلك ارتباطه بالأديان، فأصبحت نوعية الطعام أحيانا دلالة على الهوية الدينية، فالأديان السماوية مثل الاسلام واليهودية تحرم تناول لحم الخنزير ومنتجاته كما يحرم الدين الاسلامى الدماء والحيوانات المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع الا للمضطر. كما تحرم بعض الديانات الأخرى أكل لحوم بعض الحيوانات لقدسيتها. أما ارتباط نوعية الغذاء بالمكان فيتجلى فى نوعيه ما يتناوله البشر فى تلك المناطق من الغذاء، فالمناطق الساحلية يتناول سكانها الأسماك والمنتجات البحرية بصفة أساسية أما سكان الصحارى فيكون غذاؤهم الرئيسى من لحوم اﻹبل والأبقار والأغنام.