عود السنابل

ebook

By عفاف طبالة

cover image of عود السنابل

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today
Libby_app_icon.svg

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

app-store-button-en.svg play-store-badge-en.svg
LibbyDevices.png

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Loading...

ان الجميع في القصر يحبون زينة، لكن لم يكن بإمكان أحد منهم أن يفعل شيئًا لها، فهم يعرفون أن أوامر الملك يجب أن تنفذ، تجمع الكل في حديقة القصر الخلفية، الملكة والأميرات والمربيات والخدم والحرس، حبس الجميع انفاسهم، وظلت آذانهم معلقة بباب القصر الخلفي تترقب سماع أو طرقة داعين أن تحدث معجزة ويكون أول من يطرقه شاب يليق بالأميرة زينة، لم يمر وقت طويل حتى سمع الحارس الواقف على الباب من الداخل ما يشبه الطرق على الباب، انتظر قليلًا لعله أخطأ السمع، لكن الطرق الخفيف تكرر مرة أخرى، نظر الحارس من طاقة في الباب فلم ير أمامه أحدًا، لكن الطرق استمر، وارب الحارس الباب بحرص ليستطلع الأمر، صدرت عنه شهقه استغراب وحيرة، نظر للواقفين المنتظرين، وعيونهم تسأله عن هوية الطارق، انعقد لسانه فلم يستطع أن ينطق وبدلًا من أن يجيب عن تساؤلهم، فتح الباب على مصراعيه ليروا بأنفسهم الطارق، عند رؤيتهم له صرخ الجميع ووضعوا أكفهم على عيونهم مصدومين مما رأوه، على الباب، كان يقف كلب أسود في رقبته سلسلة ذهبية!!، انهارت الأم ذهبت تبلغ الملك لعله يرجع عن قراره عندما يعرف أن أول طارق كان كلبًا، لكن الملك تمسك بموقفه، وأصر بعناد على تنفيذ أوامره، وقال بصوت غاضب "زينة ستتبع أول طارق مهما كانت هويته، حتى لو كان كلبًا أسود"، تنفيذًا لنصيحة مربيتها حتى لا تلفت الأنظار إليها، خلعت زينة ثوب الأميرات، وارتدت ملابس عامة الناس، ولمت شعرها الكستنائي تحت منديل رأس قماش الدمور الرخيص، ووسط دموع أمها الملكة، وبكاء أختيها الأميرات، ونحيب المربيات والخدم والحرس، ودعت زينة الجميع، أغلقت بوابة القصر دونها فوجدت نفسها وحدها خارجه لم يكن معها سوى الكلب الأسود المكتوب عليها أن تتبعه، سار الكلب فسارت زينة وراءه لا تعرف إلى أين، لم تنظر حولها تستطلع المكان، فالدموع المنسابة من عينيها جعلتها لا ترى إلا قدميها وهي تسير متتبعة خطوات الكلب، كل ما لاحظته أنها بعد أن كانت ترى طرق المدينة الممهدة وخيال بعض الأشجار، لم تعد ترى سوى رمال.

عود السنابل