اهتمّ الباحث علي المالكي في أطروحته هذه بأسس نظرية النسبية المحدودة ،وهو موضوع على غاية من الأهمية . فقد تمكن المترشح أوّلا من إدراك الفهم الإنشتايني الجديد للميكانيكا وكذلك كيفية استخدام هذا العالم للنظرية الكهرطيسية Electromagnétisme (والأمر يتعلّق بعلمين متصارعين في ذلك الزمن). ثم إن النسبية المحدودة هي تمهيد للنسبية العامة حيث سيتخلى اينشتاين عن قانون العطالة وعن الاستقامة الهندسية المرتبطة به ليركز بحثه على جميع أنواع الحركات التي تتوافق مع فكرة الانحناء. أضف إلى كل هذا فدراسة النسبية المحدودة تجعل الباحث مطلعا (إلى حد ما) على علمين آخرين نالا اهتمام صاحبنا وهما: 1 ) فيزياء الكوانطوم، ويعتبر عالمنا من أبرز مؤسّسيهابعد بلانك (Planck)2) ديناميكا الحرارة Thermodynamique التي استعملها مكتشف النسبية بكثافة في أعماله العلمية المختلفة. وعلى كل حال فالنصوص الخاصة بالشوط الأول من النسبية تتضمن عدّة إشارات دقيقة لهذين العلمين.ويمكن القول إذن إن الدكتور علي المالكي قد نفذ إلى أساس الفكر الإنشتايني برمته . ومن ناحية أخرى فإنّ دراسته للأسس مكنته من الدخول إلى البيت الفلسفي من الباب الكبير إذ أن مهمّة فلسفة العلم هي أساسا البحث في أسس العلم وهي تختلف هكذا بالضرورة عن الممارسة العلمية المتّسمة بالبعد الأمبريقي .وتمثل تنقيح النص الأصلي في حذف الجزء الأوّل وفي تحسين الأسلوب والمضمون فجاء العمل النهائي أكثر انسجاما ووضوحا ودقّة .