"يُقال ""لا تُجرب الرب إلهك"".. لكننا طوال الوقت نجرب الناس في الحياة.. ليته قال لا تجرب الرب ولا الناس، لكنه انتهى عند الرب. دخل محمود بهو فِيلته بجسده الرياضي الممشوق وحمرة تكسو وجهَه الناضحَ بوسامة نافذة تنافس عطره النفاذ، مفعما بالقوة والنشاط رغم أنه في سن الخامسة والأربعين. كانت الفيلا التي يقطن بها آية فنية، فهو على حد وصفه لو استطاع أن يفرش الأرض مالا ويمشى عليه لفعل، إلا أنه يخشى أن يغالطه أحد الخدم -ولو في قرش- ويسرقه. كان بخيلا بدرجة شنيعة، ليس على نفسه، بل على من حوله.. حتى الخدم؛ فصرفه لمرتباتهم هو نوع من الأداء لذاته، فهم بعيره، وإن كان لا يسيء لهم لأنه يرى أن الخدم مُتعة السيد.. وبما أنهم متعة فلا يجد سببا لأن يُلقي بهم خارج حياته، مثل عائلته التي ألقاها من زمن فور موت والديه، حتى أنه ينوي ألا يُورثهم بعد مماته، فهم حتى لم يرقوا ليكونوا بعير السيد. "